ليلة لم تنم فيها إسرائيل.. المجند المصري الذي أبكى إسرائيل لهذا السبب
ليلة لم تنم فيها إسرائيل.. المجند المصري الذي أبكى إسرائيل لهذا السبب
تعد حكاية “بطل سيناء” من أجمل حكايات الإنتقام لمصر وشعبها، فما كان بيننا وبين إسرائيل انتهى بالانتصار لصالح مصر على عدوها الغشيم عام 1973، ولكن الكراهية من قبل الجنود الإسرائيليين لم تنتهي، وهذا ما حدث عام 1990؛ تلك الحكاية التي خلدت اسم المجند “أيمن محمد حسن محمد”، وأطلق عليه المصريون لقب “بطل سيناء” فماذا فعل هذا المجند ليصبح أيقونة، ولينال احترام شعب مصر بأكمله؟.
ولد “أيمن حسن” في مدينه الزقازيق بمحافظة الشرقيه، وذلك في الثاني عشر من نوفمبر عام 1967، وأثناء فترة تجنيده في الجيش المصرى في صحراء “النقب”، حيث كان يعمل بفريق الرماية بمنطقة رأس النقب بجنوب سيناء، والتي تقع على الحدود بين مصر وفلسطين (وإسرائيل)، وفي يوم ما والمجند أيمن فوق -التبه- رأى جندي إسرائيلي على مرمى البصر، ممسك بعلم -مصر- وقام بمسح حذاؤه به، وتجاوز الجندي الإسرائيلي في اهانه العلم المصري بأفعال دنيئة، ما أثار غضب المجند المصري .
أبلغ المجند “أيمن” قائده بهذا الأمر، فما كان من القائد إلا أن قال له أنه سيقوم بابلاغ القيادات العليا بهذا الأمر، ولم ينتظر المجند الرد من القيادات العليا، وأراد أن يأخذ هو بالثأر وينتقم من الجندي الإسرائيلي، وبدأ بتخطيط لعملية فدائية كرد اعتبار عما فعله الإسرائيلي، واعتقد “أيمن” في بادئ الأمر أنها ستكون صغيرة وسيكون ضحيتها الجندي الاسرائيلي فقط، ولكن حدث مالم يتوقعه .ففي باديء الأمر استعد المجند “أيمن” لهذه العملية الفدائية بالتدريب على الجري لمسافات طويلة وكان يحتاج الى أن يتمكن من عدو -15 كيلو- جرى وهذه هي المسافه على بين الحدود المصرية الفلسطينية (الإسرائيلية)، وبالفعل وفي فى 26 نوفمبر 1990 قام المجند “أيمن” بعبور الأسلاك الشائكة على الحدود مع إسرائيل وأعد كمينا للاختفاء بداخله، متوجها لتنفيذ عملية عسكرية بمفرده على الحدود المصرية الإسرائيلية وكان يحمل معه 15خزنة، بها 460 طلقة .
اختبأ أيمن منتظرا لقاء الجندي الإسرائيلي الذي أهان العلم المصري، وأثناء ذلك تفاجيء بسيارة إسرائيلية تحمل إمدادات وأغذية؛ فقام بقتل سائقها، ومن ثم فوجئ بأتوبيس تابع للمخابرات الإسرائيلية، وبه عدد من الجنود والفنيين تابعين لمطار النقب العسكري الإسرائيلى، وكان في طريقه نحو المطار، استهدف المجند أيمن هذا الأتوبيس وأطلق الرصاص على سائقه حتى توقف وأفرغ عليهم رصاص بندقيته؛ ومن ثم جاء أتوبيس أخر ، وكان يحمل بداخله ضباط مطار النقب العسكري الإسرائيلى، وقام بعمل -فخ- بحيث يشاهد ركاب الأتوبيس زملائهم على الأرض فيتوقف الأتوبيس للمساعدة، وهذا ما حدث فتوقف الأتوبيس وقام المجند بإطلاق النيران عليهم
ليلة لم تنم فيها إسرائيل
أصيب “أيمن” بطلقة سطحية بفروة رأسه، وأدرك أنه جرح سطحي وتابع إطلاق النار، وعاد مرة أخري عدوا للحدود المصرية، وهناك سلم نفسه لقائد الجيش، وعلى الرغم من إصابة المجند، إلا أن إسرائيل كانت خسارتها أكبر، فقد قتل 21 ضابط وجندي إسرائيلي من بينهم ضابط برتبة عقيد كان يعمل في مفاعل -ديمونه- ، وأصيب 20 أخرون، وأحدثت هذه العملية التي عرفت بعملية “رأس النقب” حالة من الهلع والحزن الشديد لإسرائيل، تلك العملية التي أبكت شعب إسرائيل بأكمله، وأدركت وقتها أنها لم تهنأ أبدا بالأمن .
تمت محاكمة المجند “أيمن حسن” محاكمة عسكرية وذلك لمخالفته أوامر القيادة، وقيامه بتنفيذ عملية عسكرية خطيرة، وقضت المحكمة بمعاقبته بالسجن 12 عاما، وخرج “أيمن” مطلع عام 2000، وتحول لايقونه داخل المجتمع المصري فهو البطل الذي دافع عن بلاده بمفرده، وتمت استضافته في أكثر من محطة إعلامية وتحدث عن الواقعة بالتفصيل وكيف نفذ عملية “رأس النقب” .