أخبار العالم

ما تداعيات حادث طائرة “ريان إير”؟

ما تداعيات حادث طائرة "ريان إير"؟

تتجنب شركات الطيران العالمية على نحو متزايد، التحليق في المجال الجوي لبيلاروسيا، بعد ادعاءات بأن البلاد أجبرت طائرة تابعة لخطوط “ريان إير” على الهبوط لاعتقال صحفي معارض على متنها.

الحادث أثار موجات غضب وردود فعل زلزالية عالمية، حيث تعتبر هذه الواقعة واحدة من أندر وقائع اعتراض الطائرات المدنية، والتي قد تؤثر على أعمال الشركات التي تعاني بالفعل من قيود السفر الناجمة عن الجائحة.

بداية الحادث
بدأت الواقعة عندما هبطت طائرة “ريان إير” الأيرلندية المتوجهة من العاصمة اليونانية أثينا إلى العاصمة الليتوانية فيلنوس، يوم الأحد، في مطار مينسك بعد ورود أنباء عن وجود قنبلة على متنها.

إلا أن الفحوصات التي جرت عقب هبوط الطائرة، أكدت عدم صحة ذلك؛ وأقدمت لجنة التحقيقات في بيلاروسيا على فتح قضية جنائية حول تقرير كاذب بوجود قنبلة.

عقب ذلك، أعلنت وزارة الداخلية البيلاروسية، أن مؤسس قناة “نيكستا” على تطبيق “تلغرام”، رومان بورتاسيفيتش، التي تصنفها بيلاروس على أنها متطرفة، تم اعتقاله من داخل طائرة “رايان إير” أثناء توقفها في مطار مينسك.

وأثار الحادث ردود فعل واسعة في الغرب الذي سارع لانتقاد مينسك، والتي نفت بدورها إجبار الطائرة على الهبوط أو تحويل مسارها، وقال قائد القوات الجوية البيلاروسية إنه تم توثيق جميع بيانات مراقبة المجال الجوي ويمكن تقديمها إلى وسائل الإعلام، مؤكدا أن الطائرة كانت في طريقه للهبوط.

من جانبه، قال مدير إدارة الطيران في وزارة النقل والاتصالات في الجمهورية، أرتيوم سيكورسكي، إن المعلومات التي يتم نشرها في وسائل الإعلام بأن الطائرة تعرضت للتهديد باستخدام صواريخ جو – جو لا تتوافق مع الواقع.

ردود فعل غاضبة
على الفور، أعلن مكتب الادعاء العام في ليتوانيا، أن “مدعين فتحوا تحقيقا جنائيا في حادث تحويل مسار طائرة ركاب تابعة لشركة “رايان إير” كانت متجهة إلى فلنيوس، وإجبارها على الهبوط في مينسك”.

أدان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، حادثة هبوط طائرة تابعة لشركة “رايان إير” في مينسك وتوقيف ناشط معارض كان على متنها، داعيا إلى الإفراج عنه فورا، ولافتا إلى أنه أصدر تعليماته لاتخاذ تدابير بشأن الحادث.

قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، إن ألكسندر لوكاشينكو رئيس روسيا البيضاء، يجب أن يدفع ثمنا غاليا لإجباره طائرة تجارية على الهبوط في روسيا البيضاء من أجل اعتقال صحفي معارض كان على متنها.

ما تأثير ذلك؟
أصبح هذا الحدث الموضوع الرئيسي لقمة الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين، مما دفع القادة إلى حث شركات الطيران التي تتخذ من الاتحاد الأوروبي مقرا لها على تجنب المجال الجوي البيلاروسي وحظر شركات الطيران في البلاد من الاتحاد الذي يضم 27 دولة.

ما يقرب من 2500 طائرة تجارية تحلق فوق بيلاروسيا كل أسبوع، وفقا لموقع “Eurocontrol”، الذي يراقب الحركة الجوية في الاتحاد الأوروبي. هذا الرقم أقل من المعتاد بسبب تأثير الوباء على السفر الجوي.

يمكن رصد عدد قليل من الطائرات وهي تحلق فوق بيلاروسيا على موقع “FlightRadar24” لتتبع الطائرات، مثل رحلة طيران شرق الصين من شنغهاي إلى مدريد أو طائرة إيروفلوت متجهة إلى مينسك من موسكو.

تقع بيلاروسيا على طريق يربط بين أوروبا وآسيا، لكن شركات الطيران لديها العديد من الطرق الأخرى التي غالبا ما تُستخدم عندما يفرض الطقس تغييرات على الرحلة.

وقال طيار رحلات بعيدة المدى لوكالة “فرانس برس” طلب عدم الكشف عن هويته، إن تحويل الرحلات الجوية “سيزيد أوقات الرحلات وسيتطلب المزيد من الوقود وساعات صيانة أكثر”.

لكن الطيار قال إنه لا يزال من الممكن إيجاد طرق بديلة على الرغم من الوضع في المنطقة، مضيفا أن عمل “القرصنة من قبل الحكومة البيلاروسية أثار غضب الطيارين”.

فيما قال متحدث باسم خطوط “آنا” اليابانية إن تجنب بيلاروسيا سيكون له “عواقب محدودة لأن هناك العديد من خيارات الطرق”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى