هذا الفتاة طمعت أمها في خطيبها فتزوجته سرًا
هذا الفتاة طمعت أمها في خطيبها فتزوجته سرًا
فتاةٌ جميلة في سن الثلاثين من عمرها، تمتلك من الصفات الجيدة ما يسر القلب، الله عز وجل في قلبها قبل كل شيء، لا تترك صلاة إلا وقضاتها في وقتها، متفوقة في عملها كطبيبة، كانت تحب شاب يدعي على، تقدم لخطبتها وباركة أمها الارتباط التي حلت مكان ابيها في كل شيء، لأنه توفى وهي صغيرة لا تتعدى الخمس سنوات. كان على يتردد عليهم كثيرًا في أوقات متأخرة من الليل بعدالأنتهاء من العمل.
زاد تعلقها به مع الوقت كما كان ودود وحنون وذو لسان متمكن مما يقوله، فاستطاع في وقت قصير أن يكتسب قلبها إليه. لاحظت سلمى تودد الأم مع على طوال الوقت، وتقربه منه بشكل مريب، عقلها البرئ لم يتصور أن تطمع أمها في خطيبها، أو أي نية سوء ظنت، فلم تركيزونسيت هذا السلوك مع الوقت. ثم في يوم من الأيام رجعت من العمل قبل المعاد المعتاد فوجدت على في البيت جالس مع أمها، وصوت ضحكاتهم عالٍ، فدخلت وهي تتعجب من وجوده في هذا الوقت المتأخر، وتسائلت لماذا هو هنا طالما أنا بالخارج في العمل؟
لاحظت الارتباك على وجوهه، لكن الأم كانت في حالة بلاهة ولم تحرك ساكنًا، وكأن شيئًا لم يحدث، ظل على يشرح لها الموقف وأنه جاء ليحدث لها مفاجأة، وأنه افتقدها ويفتقد وجهها الجميل، وظل على هذا المنوال نصف ساعة، لكن سلمى لم تجيبه أو تبدي أي رد فعل، فضلت الصمت عن الكلام، وقلبها شعر بخيانة أمها لها، وإنها حقًا طمعت في خطيبها، لكن في الأمر ذاته لم تصدق عقلها وأصرت أن تتأكد من هذا الشعور القاتل، وتتأكد من نفسها قبل أن تقرر ما تفعله.
وبسبب عدم تغير خطيبها معها في المعاملة ترددت في الحكم عليه.. قال تعالى:”وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ”.. لذلك ظلت تراقب أفعال أمها سواء في وجود خطيبها أو لا، لكن ظلت الأم تمارس اللامبالاة في كل شيء، كأنها منعزلة عن العالم كله، حتى حل اليقين وتأكدت سلمى من وجود علاقة بينهم، حيث أوصت صديقتها التي تسكن في الشقة المجاورة لشقتهم عندما يأتي خطيبها ترن عليها وتخبرها لأنها تحضر له مفاجأة.
وجاءها الاتصال المنتظر في الوقت المناسب، وتحرك نحو البيت، وفتحت الباب برفق حتى لا يشعر أحد منهم، تتبع صوت ضحكات أمها الذي كان مصدره غرفة نوم أبيها، ثم وجدتهم في وضع مقزز، ففرت للخارج تبكي بشدة وقلبها يعتصر من الألم، فلحق بها على وقال لها بنبرة جافة: إنها زوجتي لا نفعل شيء في الحرام، التفت له ونظرة له باحتقار ولم تبدي بأية رد فعل، ودخلت غرفتها ولم تخرج منها إلا في اليوم التالي.
حدث بينها وبين أمها قطيعة دامت لشهور طويلة، لا تتحدث إليها في شيء، يجمعهم فقط مكان العيش، في تلك الشهور عملت بشكل إضافي مع صديق لها يتودد إليها في عيادة مشتركة، فاشترت سيارة ودفعت مقدم في شقة جميلة فكان كل همها هو الابتعاد عن أمها الخائنة وخطيبها المتسلط. وبعد عام كانت قد انتهت من تجهيز الشقة وانتقلت إليها وابتعدت عن أمها تاركة لها البيت تفعل فيه ما تعلو لها، وتمارس مراهقتها المتأخرة.
وفي أول ليلة ظلت تبكي للصباح، وتضع يدها على قلبها الذي كاد أن ينفجر، وبعد عدة أيام وجدت أمها أمام باب الشقة وهي تبكي، ففتحت لها وتعجبت كيف وصلت إليها، فاستمعت له وهي تشرح لها الموقف، وأن زوجها الشاب بعد أن كتبت له الشقة طلقها وطردها منها، وليس لها أحد غيرها الله، فصمت سلمي لوقت طويل ثم قالت لها: يمكنك البقاء فذنبي أنك أمي.
قال تعالى:”وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ”.