يبدو أن أزمة سد النهضة قد دخلت فعليا إلى نفق مظلم، غير معلوم نهايته حتى اللحظة، على الرغم من النشاط الدبلوماسي الذي شهدته مصر والسودان وإثيوبيا خلال الأسبوع الماضي مع جولات مكوكية أجراها رئيس الكونغو من جانب والمبعوث الأمريكي إلى القرن الإفريقي من جانب آخر.وتدفع دولة الإمارات بتحركات نشطة إلى تمرير التعبئة الثانية لسد النهضة دون تحقيق مطالب دول المصب في الوصول إلى اتفاق ملزم.
وقالت أكبر صحيفة إماراتية، إن هناك اتصالات مكثفة بين مصر وإثيوبيا والسودان لاستئناف المفاوضات برعاية الاتحاد الإفريقي، وذلك نقلا عن مصادر مصرية مطلعة.
وتوقعت صحيفة ” الإتحاد” الإماراتية أن يشهد ملف سد النهضة تدخلاً أميركياً أكبر خلال الفترة المقبلة، لدعم جهود الاتحاد الأفريقي في حل الأزمة، موضحة أن جولة المبعوث الأميركي كانت استكشافية لفهم الملف والتدخل بصورة أكبر.ويرى خبراء أن ترويج وسائل الإعلام الإماراتية لعودة المفاوضات هو وسيلة جديدة لتحقيق مآرب إثيوبيا في كسب الوقت والمماطلة حتى تنفذ الملء الثاني بعد أسابيع قليلة، ومن ثم يقبل الجانب المصري بالأمر والواقع ويواصل مفاوضات بلا نهاية.من جانب آخر، أطلق عضو فريق التفاوض الإثيوبية بسد النهضة زريهون أبيبي تصريحات تحمل استفزازات غير مسبوقة ضد مصر، متهما القاهرة بنشر أكاذيب واشاعات غير صحيحة.
كما شكك الدبلوماسي الإثيوبي في امان وسلامة ” السد العالي” ، زاعما أن سد أسوان الذي بدأ في الستينيات واكتمل في السبعينيات ليس مدعوماً فنياً.
ويعتقد المراقبون أن تصريحات الدبلوماسي تأتي في سياق الرد على تشكيك مصر في أمان وسلامة سد النهضة، لاسميا وأن اديس أبابا لم تقدم المعلومات الفنية المطلوبة بشأن بنية المشروع، ولذا أعلنت القاهرة أن المشروع يمثل خطرا محدقا بالشعبين المصري والسوداني.
