العبودية الجنسية و الاتجار بالبشر في شمال قبرص المحتل
العبودية الجنسية و الاتجار بالبشر في شمال قبرص المحتل
اعداد/جمال حلمي
في حملة تعبئة للتصدي للعبودية الجنسية التي لا تزال رائجة في قبرص رغم التدابير الضعيفة التي تتخذها الحكومة. إلا أن مافيا الاتجار بالبشر ومندوبيها بكل دول العالم تقوم بأعمالها بجلب الفتيات من الدول التي تمر بأزمات مالية مثل ( اليونان – صربيا – كرواتيا – مولدو فيا – روسيا – أوكرانيا – أوزباكستان – الفلبين – المغرب ) لممارسة الجنس ويقوم الوسيط “المركزي بتحديد المواصفات الواجب اعتمادها من طرف الوسيط الفرعي والتي على قاعدتها يتم اختيار الضحايا.
وهكذا يتم تحديد السن والقامة والهيأة ولون البشرة وغير ذلك من المواصفات، والأكيد هو أنه لا تقبل أي فتاة وإنما عليها أن تكون منطبقة للمواصفات المحددة أو قريبة جدا منها
*وعلي لسان احدي الفتيات* لإذاعة استرا «أتيت إلى قبرص للعمل كنادلة. هذا ما قالوا لي حينها، والآن يرغمونني على ممارسة الجنس مع زبائن» بل الأسوأ من ذلك أنهم يحتفظوا بجوازات سفر الفتيات.
وهذا كله يحدث في العلن بل تقوم المرافق والشرطة في هذا الشطر القبرصي المحتل من قبل تركيا بتأمين المرافق لهذه الكازينوهات والبارات بل والأكثر من ذلك انه وبمجرد الوصول إلي هذا المكان تري الإضاءة الخافتة بجميع ألوانها وكأنها هوليود والإعلانات موجودة علي طول الطريق . وتحضر الشرطة فقط عند حدوث اي حوادث سير أو مشاكل مع المترددين علي هذه الأماكن .
والفتيات اللاتي تحضرن للعمل في هذه الأماكن . الكثير منهن لا يعلمن ما هي طبيعة عملهم إلا بعد وصولهم ولا يستطعن الرجوع إلي بلادهم لأنهم وقعوا في أيدي المافيا والتي تحتفظ بجوازات سفرهن ويطلقون عليهن أسماء آخري غير المكتوبة في جوازات سفرهم والأكثر جرأة أنهم يقومون بالكشف الدوري عليهن كل أسبوع والحصول علي شهادات طبية من الصحة للتأكد من خلوهم من الإمراض المعدية . وتعمل الفتاة داخل الملهي الليلي كراقصة ولكنها ضمن (عبيد المافيا) فإذا أعجب بها شخصا وطلبها فيأمرها سيدها بمرافقته دون سؤالها عن رغبتها , ويكون الراتب مغري للكثير منهن مما يدفعهن إلي قبول هذا العمل فيصل رواتبهن في خلال الستة أشهر إلي 20,000 يورو . وبعدها يستجلبون فتيات آخري بالعدد المحدد لكل كازينو أو ملهي ليلي , وبالنسبة لموضوع الاتجار بالبشر فهو بالفعل اتجار بالبشر لاستخدامهن كالرقيق لمن يدفع وبغض النظر عن ان الفتاة متعبة نتيجة الفعل الجنسي ألقصري المتواصل أم لا . نظرا لعملهن بالساعة أو باليوم ولا تستطيع الفتاة أن تقول أنها متعبة من كثرة الجنس طوال اليوم واليوم الذي يليه والشهر الذي يليه فأصبحت الفتاه آلة للجنس , وهذا أصعب شيء يمكن لفتاة في مقتبل العمر. أن تستعمل للجنس طيلة هذه الفترة . دون نوم أو أكل طبيعي . إلا بالرجوع لسيدها أو مرافقها, ولم تعد قضايا شبكات تهجير الفتيات لامتهان الدعارة رغما عنهن قضية صحافة وصحفيين، وإنما أضحت قضية الضحايا أنفسهن حينما قرر بعضهن الخروج عن صمتهن. علما أنه كلما برزت إحدى الفضائح بهذا الخصوص يتم البحث على إخماد لهيبها بكل الوسائل الممكنة لغض الطرف على تفاصيلها وتجلياتها والتستر على كبار المتورطين فيها.
لكن بعض الضحايا قررن الكشف على ما في جعبتهن بعد أن انتصرن على هاجس الخوف الذي كان يسكنهن.
و الوقائع الواردة في هذا الملف ليست من نسج الخيال وقد سبق لإذاعة «استرا» وقالت «علينا مساعدة قبرص في استعادة كرامتها!».
وفكرة « تثقيف القبارصة » نشأت في 2008 في حين ألغت الحكومة «تأشيرات الفنانين» التي كانت تسهل قدوم «الراقصات» خصوصا من دول أوروبا الشرقية للعمل في الملاهي الليلية التي يقدر عددها بنحو مائة .
أما اليوم فلم يعد عددها يتجاوز ال44 ملهى بحسب السلطات.
وقال مساعد رئيس تحرير استرا أن «الحكومة شددت القواعد لاستقدام الفنانات . وأضاف «علينا التمييز بين الدعارة الطوعية والقصرية». ويعتبر عدد من الخبراء أن إلغاء تأشيرات الفنانات .
إجراء غير مفيد لم يؤد إلى تسوية المسألة بل أدى إلى نقلها إلى الحانات ومراكز التدليك. وقالت نائبة مدير جمعية مكافحة العبودية والاستغلال الجنسي , كان يتم بيع الفتيات بتأشيرات فنانات واليوم بتأشيرات عمل».
وفي تقريرها حول الاتجار بالبشر، حذرت الخارجية الأميركية من تحويل التأشيرات الأخرى التي تمنح للنادلات أو الراقصات.
ووجهت رسالة إلى وزير الداخلية القبرصي ، و دعا المفوض المكلف بحقوق الإنسان في مجلس أوروبا السلطات القبرصية إلى «الحرص على إلا تستخدم أي تأشيرة أو ترخيص *عمل لأهداف غير مشروعة* مثل الاتجار بالبشر».
وذكرت وزارة الداخلية القبرصية أنها ترفض نصف الطلبات وتطالب بضمانات تؤكد صفة «الفنان».
وتقول سوزانا بافلو من المعهد المتوسطي للدراسات حول الأجناس « غيرنا اسم التأشيرة لكن الوضع لم يتغير لان النساء موجودات ومخاطر الاتجار بهن قائمة ».
وعلى السلطات أن تواجه أيضا ظاهرة جديدة هي الدعارة في الشارع التي تمارسها فيليبينيات وصينيات وفيتناميات لتسديد مبالغ مالية للشبكات التي أمنت قدومهن إلى قبرص بحسب منظمات غير حكومية.
وفي شمال الجزيرة التي يحتلها الجيش التركي منذ 1974 الوضع مقلق للغاية والأسعار فيها مرتفعة جدا.
ووصفت هنريكيس « الحياة المريعة التي تعيشها النساء المحرومات من الحرية » في الملاهي الليلية على الطريق بين نيقوسيا ومورفو (غرب). وأشارت وزارة الخارجية الأميركية إلى وجود حوالي ألفين « مضيفة » وأكثر من أربعين ملهى ليلي ناهيك عن الكازينوهات وصالات العاب الميسر.
,ويقول صاحب الإذاعة، أن «المافيا هي التي تسيطر على شمال الجزيرة ولا تتحرك الشرطة . للحد من سيطرة المافيا علي هذا النوع من الاتجار بالبشر .
ويكفي القول بأن الفتيات القادمات للعمل تمر بمرحلة تمويه للوصول إلي قبرص مرورا ببعض البلاد الخليجية للسياحة ومرورا بتركيا ووصولا لمقر عملهم في قبرص.