تراجع احتمالية الصدام… هل تحل الدبلوماسية أزمة “شرق المتوسط”
تراجع احتمالية الصدام... هل تحل الدبلوماسية أزمة "شرق المتوسط"
تراجعت احتمالات المواجهات العسكرية في شرق المتوسط، خلال الأيام الماضية، خاصة بعد أن تغلبت لهجة الدبلوماسية على نبرة الحرب في معظم الدول.
المنطقة التي تتعدد أطرافها ما بين مصر وتركيا واليونان وفرنسا وقبرص كانت على مقربة من اندلاع مواجهات عسكرية، غير أن الجهود الدولية والإصرار على الدفع نحو الحل السياسي، ربما أتى بنتائج يمكن اعتبارها جيدة حتى الأن.
خلال الاجتماع الأخير لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الافتراضي أول أمس بدت اللهجة معتدلة، حيث لم يتوصل أعضاء الاجتماع إلى اتفاق بشأن فرض عقوبات على تركيا، ودعا للحوار وخفض التوتر الحاصل.
على الجانب الأخر جاءت التصريحات الأخيرة للرئيس التركي والمسؤولين الأتراك ضمن سياق تغليب الدبلوماسية والحوار، على عكس اللهجة السابقة.
من ناحيته قال الدكتور أحمد أويصال مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في أنقرة، إن الظروف الراهنة باتت مناسبة بشكل أكبر للحوار السياسي.
ويرى أويصال. أن فرنسا واليونان فشلا في الضغط على الدول الأخرى لاتخاذ مواقف ضد تركيا، كما فشلت التهديدات بالعقوبة الاقتصادية، وهو ما يعطي الفرصة للجهود الدبلوماسية.
ويرى أن “الاتحاد الأوروبي لا يريد خسارة تركيا، وأن ألمانيا تريد التركيز على مواجهة روسيا، فيما تسعى اليونان وفرنسا لمصالح ضيقة، وهو ما خلق حالة الانقسام داخل الاتحاد”.
على جانب أخر من التوترات بشأن ليبيا، قال عبد الوهاب بن زعيم عضو مجلس الأمة الجزائري، إن الحرب مستبعدة في الوقت الراهن.
وأضاف ، أن الجميع يدرك أن الحل الوحيد للأزمة هو الحوار برعاية دولية وأممية، وأنه لابد من تنازلات وتوافقات خدمة للشعوب التي أنهكتها الحروب والأزمات.
“و يرى أن جميع الأطراف تطالب بالحوار، وأن الجزائر على لسان السيد رئيس الجمهورية مستعدة لاستقبال الأطراف على طاولة واحدة، وبحضور دول الجوار، وحتى الدول الصديقة لوضع خطة تعتمد على الشرعية الانتخابية للشعب الليبي، بداية بمجلس انتقالي وحكومة انتقالية ومجلس أعلى لتسيير ليبيا انتقاليا.
فيما قال الخبير التونسي منذر ثابت، إن الحرب في الشرق الأوسط مستبعدة لعدة اعتبارات.
وأضاف في حديثه أن هذه الاعتبارات تتمثل في سلامة الملاحة الدولية و في صلة بإمدادات الغاز والبترول، وكل تصعيد على هذه الواجهة سيكون تكتيكيا لاغير ، ويرى ثابت أن الحل الدبلوماسي هو حتمي حتى الآن وإن تأخر.
وفي وقت سابق، استنكر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التضامن بين مصر وإسرائيل واليونان ضد بلاده فيما يتعلق بأزمة التنقيب شرقي البحر المتوسط.
وقال أردوغان في تصريح للصحفيين عقب صلاة الجمعة 14 أغسطس إن “التضامن بين إسرائيل وكل من مصر واليونان أمر غير مقبول”.
وأشار أردوغان إلى أن “مواقف الشعبين المصري والتركي وتضامنهما معا ليست كتضامن الشعب المصري مع اليوناني، فحضارتنا ومبادئنا التاريخية ومفاهيمنا (مصر وتركيا) أقرب مما هي مع اليونان وعلى الحكومة والسلطات المصرية أن تتفهم ذلك”. وأضاف “في لقاءاتنا مع الجانب المصري يقولون لنا إن هناك سوء تفاهم بيننا يجب إزالته”
أكدت أنقرة مجددا رغبتها في حل أي خلافات في منطقة شرق البحر المتوسط عبر الحوار، داعية الاتحاد الأوروبي إلى حث اليونان على تجنب “الخطوات الاستفزازية” واللجوء إلى الحوار مع تركيا.
وقالت الخارجية التركية، في بيان أمس السبت، “تؤيد تركيا الحوار والمفاوضات، وهي مصممة على حماية مصالحها وحقوقها المشروعة في شرق البحر المتوسط”.