“أردوغان في المصيدة”، هذا هو العنوان الأنسب لما يتعرض له الشيطان التركي بعد تدخلاته الاحتلالية في شؤون الدول، فبين الدفع بميليشياته وإرهابييه إلى ليبيا وبين البلطجة في المتوسط للنيل من سيادة اليونان، وبين الحرب التي يغذيها بالسلاح ويتاجر فيها بالموت بين أذربيجان وأرمينيا يبقى الشيطان التركي بين مطرقة القانون الدولي وسندان التحالف العسكري ضده، بشأن هذا التحالف المعارض لبلطجة وتهديدات أردوغان يستدعي إثارة رعب ميليشياته في كل البقاع الساخنة.
“تحالف عسكري كبير يتشكل ضد أردوغان”، حول دعم فرنسي وإسرائيلي ومصري وسعودي لليونان في موقفها ضد خطط أردوغان، : ها هي دولة أخرى تقرر التدخل في الصراع بين اليونان وتركيا على الجزر في بحر إيجه. ففرنسا تدخل جديا الصراع إلى درجة أن الزعيم الفرنسي ماكرون أرسل قوات عسكرية لمساعدة اليونانيين.
أما عن السر وراء النشاط الفرنسي؟ طموحات ماكرون بالزعامة. فعلى خلفية رحيل أنجيلا ميركل، يرى الرئيس الفرنسي نفسه زعيما غير مسمى للاتحاد الأوروبي، وذلك يحتاج إلى إثبات. تأكيد الزعامة باللعب ضد الأمريكيين، أمر خطير ومحفوف بفقدان السلطة، بينما من الممكن تماما التدرب على القطط التركية.
وربما كان يمكن لأنقرة مواجهة التحالف الفرنسي اليوناني بطريقة ما. لكن سياسة تركيا العدوانية على جميع الجبهات أدت، كما هو متوقع، إلى جذب لاعبين آخرين إلى هذا التحالف، من الراغبين أيضا في المشاركة في المظاهرة أمام شواطئ تركيا”.
بينما ألقى الضوء على الدعم المصري المشروع لليونان، بأن اليونان تتلقى مساعدات من مصر. كما أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، ( وكذلك المصريون) يرون في تركيا دولة معادية تهدد مصر واستقرارها وأمن شعبها الداخلي بدعم الميليشيات والإرهابيين الذين يهددون حدود مصر وبالطبع رجال جماعة الإخوان الإرهابية وفلولها، وذلك الدعم المصري لليونان يصيب الأتراك بالرعب وهو ما جعل أردوغان يتراجع في تصريحاته المعادية لمصر ويحاول التودد للمصريين ورئيسهم
. فإنه “إذا ما تم بالفعل إضفاء الطابع الرسمي على التحالف المناهض لتركيا، فسيجد أردوغان نفسه في وضع صعب للغاية. لن يتمكن من الفوز، ولا يمكنه قبول الخسارة. تعاني تركيا من وضع اقتصادي صعب، فقد انخفض سعر صرف الليرة بنسبة 20% منذ بداية العام. ولتحويل انتباه السكان، هناك حاجة، على الأقل، إلى تحقيق انتصارات في السياسة الخارجية، ولا وجود لمثلها مؤخرا. لذلك، يريد أردوغان الجلوس إلى طاولة المفاوضات من أجل حل جميع نزاعاته الإقليمية سلمياً مع الدول الجارة في شرق البحر المتوسط”.
