بعد وفاة شابين بعيادة أسنان ومركز اشعة .. البنج الموضعى القاتل الصامت.
بعد وفاة شابين بعيادة أسنان ومركز اشعة .. البنج الموضعى القاتل الصامت.

بعد وفاة شابين بعيادة أسنان ومركز اشعة .. البنج الموضعى القاتل الصامت.
جيهان الخولى : هبوط حاد في الدورة الدموية وتوقف القلب المفاجئ .
حقنة بنج قتلت عبد العزيز فى المنصورة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أثارت حادثة وفاة شاب داخل عيادة أسنان بعد تلقيه حقنة بنج موضعي حالة من الحزن والجدل، لتفتح ملفًا مهمًا حول مخاطر البنج عند المرضى الذين يعانون أمراض القلب أو الضغط أو السكر.
فالشاب الذي دخل عيادة لعلاج ألم بسيط في أحد أضراسه، خرج منها جثة هامدة بعد دقائق قليلة من الحقن بالبنج مباشرة ، الحادثة المؤسفة أعادت التأكيد على ضرورة مراجعة التاريخ الطبي للمريض قبل أي عملية أو تخدير، حتى لو كان بنجًا موضعيًا بسيطًا.
كثير من الأطباء يستخفون بهذا الإجراء، بينما تؤكد الدراسات أن بعض حالات الوفاة المفاجئة بعد التخدير ترتبط بعدم سؤال المريض عن تاريخه المرضي أو الأدوية التي يتناولها، وقبلها فى التاسع عشر من سبتمبر توفى عمرو خالد موسى 28 سنة نتيجة حقنة بنج قبل عمل اشعة بالصبغة فى مركز اشعة مشهور فى مصر الجديدة لتزامن انخفاض ضغط دمه مع الحقن بالبنج
الأطباء حذروا من أن البنج دون فحص مسبق قد يؤدي إلى هبوط حاد في الدورة الدموية أو توقف القلب المفاجئ، خصوصًا في حالات المرضى كبار السن أو من يعانون اضطرابات مزمنة.
وعي الطبيب والمريض معًا هو الدرع الواقي
واعتبر الأطباء أن مأساة وفاة الشاب داخل عيادة الأسنان ليست حادثًا استثنائيًا بل درسًا مؤلمًا للجميع ، فإجراء بسيط مثل حقنة بنج قد يتحول إلى خطر قاتل إذا غاب الفحص الطبي المسبق أو تم تجاهل التاريخ المرضي للمريض.
وقالوا إن وعي الطبيب والمريض معًا هو الدرع الواقي من مضاعفات البنج غير المتوقعة. وعلى كل مركز طبي أو عيادة أسنان أن تجعل من مراجعة الحالة الصحية إجراءً إلزاميًا قبل أي عملية. لأن دقائق من الفحص قد تساوي حياة إنسان.
في هذا التقرير نستعرض آراء طبيب تخدير وطبيبة باطنة لتوضيح كيف يمكن أن يتحول البنج إلى قاتل صامت إذا تم تجاهل أبسط القواعد الطبية.
التاريخ المرضي صمام الأمان قبل أي حقنة بنج
من جانبها قالت الدكتورة جيهان الخولى رئيسة قسم التخدير والعناية المركزة بكلية طب قصر العيني ان التخدير الطبي — سواء كان كليًا أو موضعيًا — يحتاج إلى تقييم شامل للمريض قبل إعطائه أي نوع من البنج. محذرة من أن الخطأ الأكبر هو التعامل مع البنج الموضعي على أنه إجراء بسيط بلا مخاطر، بينما في الحقيقة قد يسبب هبوطًا حادًا في الدورة الدموية أو توقف القلب المفاجئ عند بعض المرضى، بمعنى أن البنج دون فحص مسبق قد يؤدي إلى هبوط حاد في الدورة الدموية أو توقف القلب المفاجئ.
وأضافت جيهان الخولى : قبل إعطاء حقنة البنج، يجب على الطبيب الاطلاع على التاريخ الطبي للمريض بدقة، هل يعاني من أمراض القلب أو الضغط أو الحساسية؟ هل يتناول أدوية معينة مثل أدوية السيولة أو الضغط؟”. فإغفال هذه المعلومات قد يجعل التخدير قاتلاً.
مادة الأدرينالين
وأوضحت أن بعض أنواع مخدر الأسنان تحتوي على مادة الأدرينالين، وهي تقلل النزيف لكنها قد تمثل خطرًا كبيرًا على مرضى القلب.
ويشير إلى أن الجرعة الزائدة من البنج قد تسبب تسممًا دوائيًا حادًا يؤدي إلى اختلال في الوعي أو الوفاة.
واختتمت جيهان الخولى قائلة: يجب أن يكون الطبيب حذرًا، والمريض صريحًا، لأن كل معلومة في السجل الطبي قد تنقذ حياة المريض او تقتله فى حالة عدم شفافية المريض مع طبيب التخدير أو طبيبة عموما.
مرضى الضغط والسكر أكثر عرضة لمضاعفات التخدير
فى سياق متصل قالت الدكتورة أمانى عبد المقصود رئيسة قسم الأمراض الباطنية بطب القصر العينى جامعة القاهرة إن التخدير ليس مجرد إجراء موضعي، بل تفاعل كيميائي يحدث داخل الجسم ويتأثر بالحالة الصحية العامة للمريض.
وأكدت أمانى عبدالمقصود” أن مرضى الضغط المرتفع والسكر والقلب هم الأكثر عرضة لمضاعفات البنج الموضعي إذا لم يتم فحصهم مسبقًا، يتحول البنج إلى قاتل صامت إذا تم تجاهل أبسط القواعد الطبية وهى ضرورة معرفة التاريخ الطبى للمريض قبل تخديره.
وأوضحت أن مرضى القلب تحديدًا قد يتعرضون لاختلال في نبضات القلب أو لتوقف مفاجئ في عضلة القلب بسبب الأدرينالين الموجود في بعض مواد التخدير الموضعي. أما مرضى الضغط فقد تحدث لهم نزيف أو تمزق في الأوعية الدقيقة نتيجة ارتفاع مفاجئ في الضغط أثناء الحقن.
الضغط والسكر والنبض.
وأضافت أمانى عبد المقصود أن مرضى السكر يعانون ضعفًا في مقاومة الالتهابات وبطء التئام الجروح، ما يجعلهم بحاجة إلى تعامل طبي أكثر حذرًا قبل وأثناء أي إجراء تخديري.
وشددت على أن الطبيب يجب أن يقيس الضغط والسكر والنبض قبل إعطاء أي جرعة من البنج، ويستفسر عن الأدوية التي يتناولها المريض. فهذه الإجراءات لا تستغرق دقائق، لكنها قد تمنع مأساة.
واختتمت أمانى عبد المقصود قائلة: لا يوجد ما يسمى ببنج آمن دون فحص مسبق، فالخطر الحقيقي هو الجهل بتاريخ المريض.