اعداد/جمال حلمي
في تطور جديد له علاقة بقضية الملياردير الأمريكي الراحل جيفري إبستين، رفض قاض في نيويورك طلب محامي الأمير أندرو إلغاء القضية التي رفعتها امرأة أمريكية ضد الأمير بدعوى الاعتداء الجنسي عليها سنة 2001 حين كانت في السابعة عشرة.
واعتبر القاضي لويس كابلان في قراره أن طلب رد هذه الدعوى المدنية التي رفعتها فيرجينيا جيوفري إحدى ضحايا الاعتداءات الجنسية لرجل المال الأمريكي جيفري إبستين، “رُفض من النواحي كافة”.
وطالب محامو الأمير برد الدعوى مستشهدين باتفاق وقعته المدعية عام 2009 مع إبستين المدان بارتكاب جرائم جنسية.
وجيوفري، الآن في قلب واحدة من أكبر المعارك القانونية في العالم، بعد أن رفعت دعوى مدنية ضد الأمير البريطاني أندرو، نجل ملكة بريطانيا.
ونفى أندرو مرارا مزاعمها بالاعتداء الجنسي، لكن جهود محاميه لرد الدعوى في مرحلة مبكرة باءت بالفشل حتى الآن، مما جعل المحاكمة المدنية في نيويورك في تلوح في الأفق.
وقد قال قصر باكنغهام إن الألقاب العسكرية لدوق يورك وكذلك رعايته الملكية قد أعيدت إلى الملكة.
وقال مصدر ملكي إن الأمير أندرو (61 عاما) سيتوقف أيضا عن استخدام لقب “صاحب السمو الملكي” بصفة رسمية.
وسيحتفظ الأمير أندرو بلقب “صاحب السمو الملكي” لكنه لن يستخدمه بأي صفة رسمية.
وقع أكثر من 150 من قدامى المحاربين في البحرية الملكية وسلاح الجو الملكي والجيش على رسالة، من مجموعة الضغط المناهضة للنظام الملكي “ريبابليك”، تطالب الملكة بتجريد الأمير أندرو من ألقابه العسكرية البريطانية الثمانية.
وعمل دوق يورك لمدة 22 عاما في البحرية الملكية، كما كان قائدا لطائرة مروحية أثناء حرب الفوكلاند.
وكعضو سابق في القوات المسلحة، تمت ترقيته من قبل البحرية بما يتماشى مع أقرانه الذين ما زالوا يخدمون في البحرية إلى رتبة نائب أميرال في عيد ميلاده الخامس والخمسين في عام 2015.
وأكد القصر أنه سيحتفظ بتلك الرتبة.
الأمير أندرو تعرض لانتقادات بسبب صداقته لإبستين، واضطر للاستقالة من منصب المبعوث التجاري للمملكة المتحدة
بصفته الابن الثاني للملكة، علم الأمير أندرو أنه من غير المرجح أن يرث العرش.
كان عليه أن يجد دوره الخاص في الحياة، وهو ما فعله مع عندما التحق بالبحرية الملكية حيث شارك في حرب فوكلاند ثم القيام بمجموعة من الواجبات العامة والتي أداها بحماس.
ولدى انهيار زواجه من سارة فيرغسون، وهو الأمر الذي شغل عناوين الصحف الشعبية، تحملت فيرغسون معظم اللوم في ذلك.
وقد جاءت أكبر ضربة لسمعة دوق يورك عندما تعرضت صداقته مع جيفري إبستين المدان بجرائم جنسية، للتدقيق في عام 2019.
وفي أحسن الأحوال، جانب الصواب قرار الأمير أندرو بالاستمرار في الارتباط بإبستين بعد فترة سجنه. في أسوأ الأحوال، كانت هناك مزاعم بانغماسه في ممارسة جنسية غير لائقة مع مراهقة هي فيرجينيا جيوفري.
وقد جاءت محاولة الدوق للرد على منتقديه في مقابلة تلفزيونية مع بي بي سي بنتائج عكسية حيث تم إدانة موقفه تجاه ضحايا إبستين على نطاق واسع باعتباره عديم الشعور.
لقد كانت فضيحة أجبرته في النهاية على التراجع عن واجباته الملكية وشوهت سمعته.
الابن الثاني
ولد أندرو ألبرت إدوارد كريستيان في قصر باكنغهام في 19 فبراير من عام 1960، وهو الطفل الثالث للملكة إليزابيث الثانية وصاحب السمو الملكي دوق إدنبرة الأمير فيليب.
وكان عهد والدته راسخا بحلول الوقت الذي ولد فيه، لذلك نشأ في جو عائلي أكثر استرخاء من الأجواء التي ترعرع فيها شقيقاه الأكبر سنا تشارلز وآن.
فقد كان لدى الملكة المزيد من الوقت الذي تقضيه معه أكثر من الآخرين وغالبا ما كان يُشاهد الأمير أندرو بجانبها أثناء سفرها في جميع أنحاء البلاد.
ومثل أخيه الأكبر وأخته، تلقى تعليمه المبكر من مربية قبل الالتحاق بمدرسة هيذرداون الإعدادية في ساري.
وكان الأمير فيليب مصمما على أنه يجب على أندرو اتباع تقاليد الأسرة والذهاب إلى مدرسته القديمة، غوردونستون في اسكتلندا، التي تتسم بتعليم قوي وصارم.
جزر فوكلاند
ألزم أندرو نفسه بالعمل في البحرية حيث بدأ التدريب ليصبح طيارا لطائرة هليكوبتر في عام 1979، وذلك سيرا على خطى أخيه الأكبر.
وكان قد انضم لتوه إلى حاملة الطائرات إتش إم إس إنفينسيبل كطيار مروحية من طراز سي كينغ عندما غزت الأرجنتين في ربيع عام 1982 جزر فوكلاند في جنوب المحيط الأطلسي.
وعقب ذلك، أمرت رئيسة الوزراء البريطانية آنذاك مارغريت تاتشر فرقة بريطانية بالقتال.
لقد كانت حاملة الطائرات التي يعمل على متنها هدفا، وكان هناك قلق سياسي حول ما إذا كان يجب السماح للأمير بالذهاب إلى الحرب. لكن أندرو أصر.
وقال لاحقا: “لو لم أذهب إلى جزر فوكلاند لكان منصبي في البحرية غير مقبول”.
وأضاف قائلا: “كان نفس العمل الذي اعتدنا القيام به بالضبط، والفرق الوحيد هو أننا كنا نحمل أسلحة حية ونقوم بعملنا بشكل حقيقي”.
وقد خدم الأمير خلال الحرب بامتياز حيث لعبت مروحيات سي كينغ دورا حيويا وخطيرا خلال الهجمات الجوية الأرجنتينية حيث عملت كشراك خادعة لصواريخ إيكزوسيت القاتلة.
وتحدث لاحقا عن رؤية سفينة أخرى، وهي ذي أتلانتيك كونفوير، وهي تنفجر. وقال “إنها ذكرى حية مطبوعة في ذهني، وستظل لفترة طويلة جدا ذكرى مرعبة”.
وادعى أندرو لاحقا أن اندفاعات الأدرينالين التي عانى منها أثناء النزاع تركته غير قادر على التعرق بشكل دائم.
لكن الصحافة كانت مهتمة بحياته العاطفية وكذلك بطولته.
تم تجريد الأمير أندرو من ألقابه العسكرية
لقد أقام علاقة مع الممثلة الفاتنة كو ستارك التي غالبا ما تحدث عنها بصفتها زوجته المستقبلية.
ولكن عندما تم الإعلان عن تفاصيل حياتها المهنية السابقة في الأفلام المثيرة، اضطر أندرو إلى إنهاء العلاقة، لقد كانت تلك ضربة قاسية.
بعد ذلك شوهد مع عارضات أزياء، واكتسب شهرة كفتى مستهتر صاخب. وقد كره أندرو الاهتمام، وفي إحدى المرات قام برش الطلاء على صحفيين أمريكيين.
ولكن إذا كانت حياته الخاصة غير مستقرة، استمرت مسيرة أندرو في البحرية في الازدهار حيث حلق بطائرات الهليكوبتر من طراز لينكس، وتم إلحاقه بسفينة إتش إم إس بريزن ككبير مدربين.
وكان قد التقى في صيف عام 1985 بسارة فيرجسون التي كانت زميلة في اللعب منذ الطفولة، وسرعان ما تعمقت العلاقة المباشرة والحب بينهما، مما أسعد الملكة.
وتمت خطوبتهما في مارس من عام 1986، وتزوجا بعد 4 أشهر في وستمنستر أبي.
وبشعرها الأحمر اللافت وشخصيتها المنفتحة، تركت سارة انطباعا قويا لدى الناس، وقد تم الترحيب بها عالميا باعتبارها “نسمة من الهواء المنعش” للعائلة المالكة.
الغياب الطويل
بعد ذلك بعامين، وُلدت طفلتهما الأولى بياتريس، وبدت سعادة الزوجين كاملة.
لكن أندرو قضى فترات طويلة في الخدمة البحرية. وكانت سارة تسافر للانضمام إليه كلما كان ذلك ممكنا، لكنهما واجها انتقادات لتركهما طفلتهما في رعاية مربية.
وقد أدت ولادة طفلتهما الثانية ايوجيني إلى زيادة الضغط. وقال أندرو إن كلمة الوداع كانت أسوأ جزء في حياة البحر.
وكانت فترات غيابه الطويل تعني أنه كان على زوجته أن تسلي نفسها وبدأت الحفلات وأسلوب حياتها الباذخ في جذب انتباه الصحافة.
وحتى ذلك الوقت كان أندرو قائد مروحية على متن حاملة الطائرات إتش إم إس كامبلتاون. وعلى متن السفينة، تمت معاملته، قدر الإمكان ، مثل أي ضابط آخر.
لكن بحلول عام 1992، بدأت توترات الزواج تطفو على السطح.
انفصال
أدى اكتشاف صور الدوقة مع قطب النفط الأمريكي ستيف وايت إلى تسليط الضوء على الزوجين الملكيين.
ويقال إن إحداها على وجه الخصوص والتي يظهر فيها وايت مع الأميرة بياتريس قد أغضبت الدوق.
وسرعان ما أكد قصر باكنغهام أن أندرو وسارة سينفصلان.
وعلى الرغم من أن الدوقة انضمت إلى العائلة المالكة في بالمورال في ذلك الصيف، إلا أن أي آمال في المصالحة تحطمت بسبب مجموعة جديدة من الصور تظهر الدوقة وهي تتلقى حماما شمسيا عارية الصدر وتمرح في حمام السباحة مع أمريكي آخر هو جون بريان.
مع انتهاء زواجه بالكامل باستثناء الاسم، ألقى الدوق بنفسه في حياته المهنية.
مع انتهاء زواجه انشغل أندرو بحياته المهنية
وفي أبريل من عام 1993، تولى القيادة لأول مرة حيث أصبح قائدا للسفينة كاسحة الألغام إتش إم إس كوتسمور.
وأمضى 7 سنوات أخرى في الجيش وتمت ترقيته إلى رتبة مقدم بالرغم من أنه خدم بشكل متزايد في المناصب الإدارية مما أتاح له الوقت للقيام بالمهام العامة كجزء من واجباته الملكية.
وتقاعد أندرو من البحرية في عام 2001 . وكان لديه الكثير من الاهتمامات لإشغال نفسه بما في ذلك لعبة الغولف ، لكنه كان حريصا على قضاء المزيد من الوقت مع أسرته.
وعلى الرغم من الطلاق، حافظ الدوق على علاقة جيدة مع زوجته السابقة حتى أنه سمح لها بالعودة إلى منزل الزوجية لمساعدتها في سداد ديونها.
وأصبح أندرو الممثل الخاص للتجارة الدولية والاستثمار للحكومة البريطانية، وهو الدور الذي جعله يقضي عقدا من الزمان في السفر حول العالم للترويج لبريطانيا في المعارض التجارية والمؤتمرات.
لكنه تعرض لانتقادات لاستخدامه أيضا الرحلات الجوية الممولة من قبل دافعي الضرائب لما بدا أنها رحلات خاصة.
وزعمت إحدى الصحف أن العديد من رحلاته إلى الخارج، والتي من المفترض أن تكون في أعمال حكومية بدا أنها انتهت عبر منحدرات التزلج ومواقع غريبة أخرى.
وقد استأجرفي عام 2006 طائرة خاصة لنقله من لندن إلى أبردين لقضاء عطلة غولف، وفي وقت سابق ذلك العام أنفق أكثر من 11 ألف جنيه إسترليني على طائرة مستأجرة لنقله إلى نادي رويال آند إينيشنت غولف كلاب في سانت أندروز.
والأكثر خطورة، أنه أُجبر على إنكار معرفته باجتماع زُعم أن زوجته السابقة عرضت فيه على أحد المراسلين الوصول إليه مقابل المال.
وزُعم أيضا أنه أصبح قريبا جدا من النظام في كازاخستان لا سيما عندما دفع صهر الرئيس الكازاخي 15 مليون جنيه إسترليني ثمنا لبيت الدوق في ساري.
وكان هناك مزيد من الجدل حول صداقة الدوق مع إلهام علييف، رئيس أذربيجان، بعد انتقادات للفساد وانتهاكات حقوق الإنسان في البلاد، مما أدى إلى تنحيه عن منصب مبعوث التجارة البريطاني في عام 2011.
جيفري ابستين
وكانت هناك أسئلة حول اختيار أندرو للأصدقاء لا سيما إبستين، الذي ادين بممارسة الجنس مع قاصرات مقابل مال.
وقد أثارت صوره مع إبستين المفرج عنه حديثا إدانة واسعة النطاق. وأفادت الأنباء حينها أنهما كانا يبحثان مساعدة ابستين له في سداد بعض ديون دوقة يورك الخاصة.
والأسوأ من ذلك هو أن امرأة تدعي فيرجينيا جيوفري، زعمت أن إبستين قام بالاتجار بها من أجل الجنس مع عدد من الرجال بما في ذلك دوق يورك.
وقد أصدر قصر باكنغهام إنكارا قويا على الرغم من أن ظهور صورة لأندرو وذراعه تلف حول خصر جيوفري أدى إلى تأجيج النيران.
وبدا أن الدوق قد نجا من العاصفة في عام 2018 عندما شاهده الملايين على شاشة التليفزيون وهو يسير مع ابنته الصغرى في ممر كنيسة سانت جورج في وندسور في يوم زفافها.
وكان هناك تذمر من أن الأمير أندرو أصر على ركوب الأميرة إيوجيني وزوجها الجديد عربة مكشوفة مكلفة.
ولكن بعد مرور عام، شهدت المحاكم في أمريكا مزيدا من الادعاءات بأن الأمير أندرو قد تصرف بشكل غير لائق مع شابات أثناء إقامته في قصر إبستين.
وقرر الدوق مواجهة الأمر مرة واحدة وإلى الأبد في مقابلة له مع برنامج نيوزنايت على بي بي سي.
وقد نفى الأمير إقامة علاقات جنسية مع فرجينيا جيوفري، وقال إنه لا يتذكر لقاءها. وزعم أنه كان في مطعم بيتزا إكسبرس في ووكينغ في إحدى الليالي التي ادعت جيوفري أنه ضاجعها.
وشكك في صحة الصورة الشهيرة. ولم يبد ندما على صداقته مع إبستين حيث قال: “الأشخاص الذين قابلتهم، والفرص التي أتيحت لي للتعلم كانت في الواقع مفيدة للغاية”.
وقيل إن الدوق كان مسرورا بالمقابلة ولكن رد الفعل كان فوريا. فبعد أيام، أعلن قصر باكنغهام أن الدوق سيستقيل من جميع مهامه الملكية، وسيتوقف، فعليا، عن كونه عضوا عاملا في العائلة المالكة.