المزيد

التوجيه الرئاسي الأميركي رقم 11 أثناء ولاية أوباما

التوجيه الرئاسي الأميركي رقم 11 أثناء ولاية أوباما

بينما كان بعض المثقفين العرب منشغلين بالرؤية السريالية لأحداث المنطقة منذ 2011 مغلفين إياها بأحلام وردية لإخفاء كوابيسها الدموية، كان البعض الآخر يدرس بصمت هذه الأحداث كبحث علمي منطقي بعيداً عن العواطف وزلاتها، وبذلك قدموا لنا أبحاثاً ووثائق وكتباً حتى نقف ولو قليلاً على حقيقة ما جرى وما زال يجري في منطقتنا من فظائع..

أوباما يستعد “للثورات العربية” قبل اندلاعها بـأشهر ..!
بتاريخ 12 آغسطس عام 2010 أصدر الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما مذكرة رئاسية تحمل الرقم 11 .. يقتضي بموجب هذه المذكرة الإسقاط التدريجي للنظم العربية وأطلقوا عليه اسم” التحولات الديمقراطية “، جمع أوباما فريقه وطلب بموجب المذكرة من نائبه جو بايدن، ووزير الدفاع آنذاك بوب غايتس ، ومن هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية ، وتوم دونيلون مستشاره للأمن ومن سائر الوكالات والأجهزة الأميركية ومن كبار مستشاريه لشؤون الأمن القومي ورئاسة الأركان الأميركية .. الاستنفار وتجهيز وتحضير ما يلزم استعداداً لما سماه ” التغيير والإصلاح السياسي في العالم العربي والشرق الأوسط .قراءة وثائقية جديدة لـ«الربيع العربي» – فبراير2013)
ماذا جاء في القرار رقم 11؟
القرار الذي تعمدت الرئاسة الأميركية كتم وإخفاء نصه الكامل لأسباب سياسية تحدث عن أن”المنطقة العربية دخلت مرحلة حساسة وحرجة وأنه يجب إعطاء دفعة قوية من الديمقراطية لضمان المصالح وتوفير الصدقية والشرعية على المدى البعيد”
رأي بعض المحللين الذين قرؤوا مانشر من مقتطفات نص القرار الرئاسي الأميركي (رقم 11) أن جملة” دفعة قوية من الديمقراطية والإصلاح ” ملتبسة ومبطنة وخاصة إذا ما قيست بالفترة التاريخية الحساسة التي أصدرت فيها قبل “الربيع العربي” ب 3 أشهر.
كما أن جملة ” المنطقة دخلت مرحلة حساسة وحرجة ” تدل على توجيه بعمليات قريبة خاصة أن دراسة المؤشرات السياسية في منطقة الشرق الأوسط آنذاك لم تكن تشير إلى هذا القدر من الحساسية والحراجة في شهر آغسطس من العام 2010، هل يستطيع أحد ما منا أن يتذكر حدثاً مفصلياً حدث في صيف العام 2010 على مستوى منطقتنا وشكل مادة دسمة لنشرات الأخبار.
من أين علمنا بوجود التوجيه الرئاسي رقم 11 ؟
الكثيرون لا يعلمون بوجود التوجيه الرئاسي رقم 11 .. أو يشككون بوجوده .. لكن ذلك لا يغير من حقيقة وجوده، حيث سرب للصحافة الأميركية بشهر شباط العام 2011 ومن أبرز من تحدث عنه الصحفي الأميركي رايان ليزا المتخصص في رصد سيرة الرئيس الأميركي السابق بارك أوباما حيث أثبت وجود التوجيه الرئاسي رقم 11 في بحث نشر بمجلة ذا نيويوركر تحت عنوان ” الربيع العربي وتجديد سياسة أوباما الخارجية ” ( How the arab spring remade obama’s foreign policy)
ووثقه أيضاً الكاتب الأمريكي الشهير دايفيد أغناتيوس في مقالة نشرت في واشنطن بوست تحت عنوان ” إستراتيجية أوباما الهادئة في الشرق الأوسط“(Obam’s KeyLow strategy for Middle Esat)
عربياً .. تطرقت صحيفة الرأي الكويتية للقرار رقم 11ونشر الكاتب اللبناني حسين عبد الحسين مقالة تحت عنوان “ مذكرة أوباما رقم 11 في آب 2010 أمرت للاستعداد للتغيير في العالم العربي”
لماذا تأخرت إدارة أوباما بتسريب القرار رقم 11؟
البعض رأى أن “سبب تأخر الإدارة الأميركية بتسريب القرار رقم 11 هو الرغبة بعدم إظهار التحركات والثورات العربية والتحولات الديمقراطية المقررة أميركياً كمشروع مؤامرة خارجية“
لكن الصحفيين “نيكولاس كيتشن ورايان ليزا “اعتبرا أن سبب تأخر تسريب القرار 11 يعود إلى أن تزايد الانتقادات التي وجهت لإدارة أوباما من بعض الشخصيات السياسية ذات “الوزن التاريخي” كهنري كيسنجر و زبيغنيو برجنسكي وديك تشيني واتهامهم أوباما بالفشل في إدارة الملفات في الشرق الأوسط وهو ما دفع إلى تسريب أجزاء من القرار رقم 11 التي تشير إلى أن الإدارة الأميركية كانت على علم بمجريات الحوادث وأن هناك عملية مفتوحة ومحسوبة وعلى الجميع الاطمئنان أن الأمور تحت السيطرة.
دروس وعبر “الثورة الخضراء” الفاشلة في إيران ..
سرية الدعم الأمريكي ” للثورات ” من أهم عبر ودروس الفشل الأمريكي في دعم “المعارضة الإيرانية”، يقال إن أوباما وبخ ” غارد كوهين ” مسؤول تقنيات المعلومات والمنظمات الشبابية في لجنة التخطيط السياسي بالخارجية الأمريكية على ثرثراته بخصوص الدعم الأميركي “للثوار” الإيرانيين 2009 بعملية الثورة الخضراء”.
وغارد كوهين كما تتذكرون هو مدير أفكار غوغل الذي عمل على إطلاق أداة من شأنها أن تتعقب بشكل علني الانشقاقات في سورية والأقسام التي ينتمي إليها المسؤولون في دمشق داخل هيكلية الدولة بتعاون مع قناة الجزيرة وبموافقة هيلاري كلينتون.
التوجيه الرئاسي رقم 11 ودعم الإسلاميين. إن” التوجيه الرئاسي دراسة رقم 11 والتي لا تزال سرية ولم تصدر بعد للجمهور الأميركي أوضح أن إدارة أوباما تخطط لدعم جماعة الإخوان المسلمين، ومنظمات الإسلام السياسي والحركات الأخرى المتحالفة معها، وحيث تعتقد إدارة أوباما أن هذه الجماعات والحركات الإسلامية توافقية تماما مع أهداف السياسة الخارجية الأميركية في المنطقة”.
((من المستحيل عملياً على كل بلدان العالم الثالث، الانخراط بشكل حر وديمقراطي ضمن عملية التغيير، بدون مباركة “القوة العظمى الوحيدة”.. إن عولمة الديمقراطية، تعني تقوية آليات التوجيه عن بعد (والمراقبة عن بعد)،لضمان استمرارية أنظمة خاضعة تنادي بالديمقراطية على المستوى الصوري، ولكنها تمارس عمليا بموافقة “عالمية“.. المهدي المنجرة عالم استراتيجي مغربي)) ..

بقلم/أحمد الشيخ

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى