لم ينس المصريون أبداً مواقف، المغفور له بإذن الله، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، في دعم بلادهم، بداية من مشاركته في حرب أكتوبر عام 1973، مروراً بالكثير من المحطات التي مثلت علامات بارزة في تاريخ علاقة الإخاء والتعاون المشترك بين البلدين.
وبالتزامن مع إعلان دولة الإمارات وفاة الشيخ خليفة، صباح اليوم الجمعة، ضجت ردود الفعل من جموع المصريين على المستويين الرسمي والشعبي، الذين استعادوا مواقفه في حب مصر ومساندتها في مختلف المواقف التاريخية، ولعل أبرزها حضوره إلى جانب الجنود المصريين على الجبهات في حرب أكتوبر.
من جانبه، سارع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لرثاء الشيخ خليفة بن زايد، مؤكداً أنه كان “رجلًا من أغلى الرجال، وقائدًا من أعظم القادة، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، الذي وافته المنية بعد رحلة طويلة من العطاء، قدم فيها الكثير لبلاده وأمته، حتى صارت الإمارات نموذجًا للتطور والحداثة في منطقتنا والعالم”.
وكتب الرئيس المصري في تغريدة عبر “تويتر”: “لقد كان الشيخ خليفة محبا لمصر بحق، وصديقًا مخلصًا في كل الظروف والأحوال، فباسمي واسم شعب مصر أتقدم بالتعازي لدولة الإمارات العربية المتحدة قيادة ودولة وشعباً في هذا المصاب الجلل، وأدعو الله عز وجل أن يتغمد الفقيد الغالي بواسع رحمته، وللإمارات الشقيقة بدوام التقدم والعزة”.
من جانبه عبر اللواء الدكتور سمير فرج، الخبير العسكري والمفكر الاستراتيجي المصري، عن بالغ حزنه لوفاة الشيخ خليفة بن زايد، مقدماً خالص التعازي لدولة الإمارات والأمة العربية في وفاة رجل محب لوطنه ولمصر، حيث كان مخلصاً وداعماً إلى جوار محيطه العربي في مختلف المواقف التي مرت على المنطقة خلال العقود الماضية.
وعن مشاركة، المغفور له بإذن الله، الشيخ خليفة بن زايد في حرب أكتوبر، يقول فرج: “كنت وقتها في المركز العام للقيادة العسكرية للحرب، واستقبلنا خبر مشاركة الشيخ خليفة، رحمه الله، مع الجنود على الجبهات بخالص السعادة والشكر، لأنه موقف رائع عكس مدى التآخي والمحبة والترابط التاريخي بين البلدين”.
وتابع: “مشاركة الشيخ خليفة في الحرب كانت لفتة رائعة من دولة الإمارات ورئيسها آنذاك، المغفور له، الشيخ زايد آل نهيان، وهي من المواقف الخالدة في تاريخ الذاكرة المشتركة بين البلدين، وتعكس مدى الترابط التاريخي”.
وأكد الخبير العسكري المصري، على أهمية الدور الذي قام به “الشيخ خليفة، الذي قاد بلاده إلى الازدهار والنمو والرفاهية، وتولى الحكم في فترة عصيبة من تاريخ الإمارات أعقبت وفاة الشيخ زايد، لكنه كان خير خلف لخير سلف، ونجح في تحقيق تنمية شاملة وتقدم كبير في البلاد”.
وتقدم الأزهر والكنيسة المصرية أيضاً بخالص التعازي لدولة الإمارات في وفاة فقيدها.
وذكر الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر، في بيان أصدره اليوم، أن الشيخ خليفة “كان رمزا في العمل والإخلاص من أجل رفعة وطنه وأمته، ولم يدخر جهدا في خدمة قضايا أمتيه العربية والإسلامية، وزخرت رحلته المعطاءة بالإنجازات والنجاحات التي جعلت بلاده رمزا يحتذى به في الإدارة والريادة والتقدم”.
كما نعت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة البابا تواضروس الثاني، اليوم الجمعة، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.
وجاء في صفحة المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية على فيسبوك: “تنعي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة البابا تواضروس الثاني، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، الذي رحل عن عالمنا اليوم، بعد أن قضى عمره في خدمة بلاده الإمارات وكان خير خلف لخير سلف”.