انقلبت الجماهير المصرية على نجمها الأول محمد صلاح لاعب ليفربول الإنجليزي وقائد منتخب الفراعنة، بطريقة لا تصدق، كتوابع سقوط المنتخب المصري أمام موزمبيق وتعادله إيجابياً بشق الأنفس مع الأخير، وإفلاته من هزيمة مذلة كانت ستمثل وصمة عار على جبين الفراعنة.
واحتسب حكم لقاء مصر وموزمبيق ركلة جزاء لصالح الفراعنة عقب العودة إلى تقنية الفيديو، في اللحظات الأخيرة من المباراة، يوم الأحد الماضي، عندما كانت تشير النتيجة إلى تقدم موزمبيق 1/2، وحولها محمد صلاح إلى هدف، كان بمثابة النجاة لمنتخب بلاده أمام موزمبيق المتواضع، لتنتهي المباراة بالتعادل الإيجابي 2/2.
وفتحت الجماهير المصرية النار على بعض لاعبي الفراعنة، على وجه الخصوص، مثل محمد النني وأحمد سيد “زيزو” وأحمد حجازي ومحمد عبد المنعم ومحمود تريزيجيه، إلا أن محمد صلاح الملقب بالملك المصري في إنجلترا، نال النصيب الأكبر من الانتقادات الجماهيرية، حيث تم اتهامه بعدم القتال بقميص مصر كما هو حاله مع ناديه الإنجليزي ليفربول.
ونشر حساب EPL World على منصة “إكس”، خبر عن صلاح يقول: “محمد صلاح سيلحق بمباراة ليفربول وتشيلسي يوم 31 من الشهر الجاري في حال إقصاء مصر من دور المجموعات”، فجاءت ردود أفعال الجماهير على الخبر قاسية بشكل كبير على صلاح، ولا تصدق، كون صلاح هو نجم الفراعنة الأول، وتتأمل فيه الجماهير أن يقود مصر للقب إفريقي ثامن، بعد أن غابت الكأس الذهبية عن أرض الكنانة منذ 14 عامًا، علماً بأن منتخب مصر يحمل الرقم القياسي في عدد الفوز بالنجمة الإفريقية بواقع 7 ألقاب.
وجاءت بعض تعليقات الجماهير، كالتالي: “صلاح يمتلك منتالتي مصري أصيل، بيتعامل في حياته زي موظفين الحكومة مع المنتخب”، في إشارة إلى تصريح المنتلتي الشهير (العقلية) الذي أدلى به صلاح من قبل وتعرض وقتها لانتقادات لاذعة، وكتب مشجعاً آخر، على نفس التغريدة: “لو عايزينه من دلوقتي خدوه مبيعرفش يلعب برة إنجلترا”، وكتب آخر: “يا عم خدوه من الآن يلحق المباراة القادمة أحسن”، ووافقه آخر الرأي، حيث كتب: ” ياريت تاخدوه دلوقتي”، وقال مشجع آخر: “شكله عاوز يروح يالا بالسلامة”.
وفي نفس الشأن، دافعت مجموعة أخرى من الجماهير عن صلاح، سواء من المنتميين إلى مصر أو ليفربول، وقال منهم: “أتمنى يفوزون (مصر) بالبطولة لأنه لو خسروا وطلعوا من دور المجموعات صلاح هيتأثر، ومستواه هينخفض جداً ويكون سيء”،
وكتب آخر: “إن شاء الله مصر تصعد وتكمل في البطولة وإن شاء الله ليفربول يكسب تشيلسي أيضاً”، ووافقه مشجع آخر الرأي، حيث كتب: “لو حصل ذلك لن يكون هذا شيء مفيد نهائي لليفربول بالعكس صلاح سيرجع مستواه جداً سيء، بسبب التأثر النفسي لخسارة البطولة والخروج مبكراً”، وقال آخر: “بإذن الله يتأهل المنتخب المصري ويفوز بالبطولة”.
وكان الصحفي الرياضي أحمد درويش، قال خلال تصريحات تليفزيونية، أن صلاح يدرس حالياً قرار الاعتزال الدولي، في حال توديع منتخب مصر لبطولة كأس أمم إفريقيا، وخسارته اللقب للمرة الرابعة، ولم يحقق محمد صلاح أي لقب دولي مع منتخب مصر، إذ قاد الفراعنة إلى نهائي كأس أمم إفريقيا مرتين من أصل 3 مرات شارك فيها، إلا أن الفراعنة خسروا اللقب فيهما، الأولى أمام الكاميرون 1/2، والثانية أمام السنغال في النسخة الماضية 2021 بفضل ركلات الترجيح، أما المرة الثالثة التي لعب فيها صلاح مع مصر في بطولة إفريقيا، كانت عام 2019 وودع منتخب بلاده المسابقة مبكراً من دور الـ 16 على يد جنوب إفريقيا، رغم أن البطولة كان مقامة على أرض مصر، وتوج بلقب هذه النسخة منتخب الجزائر على حساب السنغال.
الجدير بالذكر أنه رغم التعادل بين مصر وموزمبيق، إلا أن محمد صلاح حقق أرقامًا قياسية بالجملة بعد هدف الإنقاذ، حيث أصبح النجم الدولي أول لاعب في تاريخ الفراعنة يتمكن من هز الشباك خلال 4 نسخ متتالية لكأس الأمم الإفريقية، إذ رفع رصيده إلى 7 أهداف، يتقاسم بها المركز الرابع في قائمة الهدافين التاريخيين لمنتخب مصر بكأس الأمم الإفريقية، مع النجمين المعتزلين علي أبو جريشة وطاهر أبوزيد، بفارق 5 أهداف خلف النجم الراحل حسن الشاذلي الهداف التاريخي لمنتخب الفراعنة في البطولة الإفريقية.
وأحرز صلاح هدفين لمنتخب مصر بنسخة أمم إفريقيا التي أقيمت في الجابون 2017، كما سجل مثلهما في نسختي 2019 و2021، وسجل سابع أهدافه النسخة الجارية، ورفع صلاح رصيده التهديفي مع مصر بشكل عام إلى 54 هدفًا في 96 مباراة دولية على الصعيدين الرسمي والودي.
وقلَّص صلاح الفارق الذي يفصله عن النجم المعتزل حسام حسن، هداف منتخب مصر عبر كل العصور، إلى 14 هدفاً فقط.
