أخبار مصر

لماذا تعتبر مصر سرت “خطا أحمر”؟

لماذا تعتبر مصر سرت "خطا أحمر"؟

أعلنت مصر أنها ستتدخل عسكريا في ليبيا في حال هاجمت قوات الوفاق مدينة سرت
تتجه أنظار العالم إلى ليبيا التي يبدو أن جميع الأطراف فيها، تشحذ أسلحتها قبل معركة متوقعة في واحدة من أهم مناطقها الاستراتيجية، والتي تعتبرها مصر خطا أحمر ومعها المعسكر المؤيد للمشير خليفة حفتر، في المقابل لم توفر قوات حكومة الوفاق فرصة إلا وتنشر صورا للتعزيزات العسكرية تحضيرا لما بات يعرف بـ”المعركة الكبرى”.

في 20 يونيو الماضي، أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال تفقده عناصر المنطقة الغربية العسكرية، أن مدينة سرت والجفرة “خط أحمر”، ويوم أمس الإثنين، وافق البرلمان المصري على قيام الجيش بـ”مهام قتالية” في الخارج، ما يعني تدخلا عسكريا محتملا في ليبيا، فما أهمية مدينة سرت وقاعدة الجفرة؟ ولماذا تركز الأطراف المتنازعة الاهتمام عليها؟

تهديد الأمن القومي
في هذا السياق، يوضح اللواء طيار هشام الحلبي، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن لخط سرت والجفرة أهمية كبرى بالنسبة لمصر، وخصوصا أن وصول “الإرهابين والمرتزقة”، بحسب وصفه، إليها يجعلهم على مسافة أيام فقط عن الحدود المصرية.
وأضاف الحلبي. أن “سقوط سرت والجفرة يعني عمليا سقوط ليبيا بالكامل، بشرقها وغربها، في يد المرتزقة والإرهابيين، مما سيشكل تهديداً على الأمن القومي المصري”، مشيراً إلى أن “سيطرة الإرهابيين على هذه المنطقة سيكرر سيناريو حروب سوريا واليمن”.
وأوضح أنه خلال 6 سنوات دمرت مصر أكثر من 10 ألف سيارة دفع رباعي محملة بالذخيرة والأسلحة قادمة من ليبيا، وأنه “في حال سيطرة المرتزقة على كل ليبيا ستكون العملية أوسع وأكثر تعقيدا”، مؤكداً أن الجيش المصري يدافع عن أمنه القومي ولا يعتدي على أحد.
وتقع سرت على بعد أكثر من 1000 كيلومتر من الحدود الغربية لمصر، أما قاعدة الجفرة فهي واحدة من أكبر القواعد الجوية في البلاد وتقع على بعد 300 كم جنوب سرت، وتتميز ببنيتها التحتية القوية التي تم تحديثها مؤخراً، كما أنها مجهزة لاستقبال أحدث الطائرات المقاتلة.
ترحيب
مقابل “التفويض” المصري، حسمت تركيا أمرها، وأعلنت على لسان وزير خارجيتها مولود جاوش أوغلو، بأن أي اتفاق لوقف إطلاق النار بين الأطراف الليبية يجب أن يسبقه انسحاب قوات حفتر من مدينة سرت وقاعدة الجفرة الجوية.
ولكن على المقلب الآخر، أعلن مجلس النواب الليبي ترحيبه بتدخل الجيش المصري لـ”حماية الأمن القومي الليبي والمصري إذا رأى أن هناك خطرا داهما وشيكا”، ورحب المجلس الموجود في مدينة طبرق الخاضعة لسيطرة قوات حفتر، بما جاء في كلمة السيسي التي قال فيها إن تجاوز مدينة سرت أو قاعدة الجفرة يعتبر خطا أحمر بالنسبة للقاهرة التي قد تلجأ للتدخل.
ويأتي هذا الإعلان بالتدخل العسكري بعد رفض حكومة الوفاق “مبادرة القاهرة” التي أعلن عنها السيسي في 8 يونيو الماضي، بحضور خليفة حفتر ورئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، والتي تضمنت إعلانا دستوريا وتفكيك الميليشيات وإعلان وقف لإطلاق النار، والتي جاءت عقب سلسلة من الهزائم مُني بها حفتر والقوات الموالية له في ليبيا.
ففي أقل من شهر فقدت قوات الشرق الليبي سيطرتها على قاعدة الوطية أهم القواعد العسكرية الليبية ومطار طرابلس ومدينة ترهونة، وأصبح الغرب الليبي يخضع بشكل كامل لحكومة الوفاق، وتوجهت قوات حكومة الوفاق باتجاه مدينة سرت.
سيناريو هشام عشماوي
ويتفق الخبير الاستراتيجي نصر سالم، وهو لواء متقاعد من الجيش المصري، مع كلام اللواء هشام الحلبي بشأن أهمية سرت، ويضيف أن “وصول المرتزقة إلى الحدود المصرية سيؤدي إلى تكرار سيناريو هشام عشماوي والهجمات الإرهابية التي حدثت في مصر من الجهة الغربية”.
وقال. أن المسافة بين سرت والحدود المصرية لا يتعدى عبورها أكثر من ليلتين أو ثلاثة، لذلك في حال سقوطها بيد حكومة الوفاق، سيكون “المرتزقة” على الحدود المصري
آبار النفط
وتعتبر سرت البوابة الغربية لمنطقة “الهلال النفطي” والطريق الذي يجب على أي طرف أن يسيطر ليتمكن من الوصول إلى موانئ زويتينة وراس لانوف والسدرة والبريقة، حيث يوجد 11 خط نفط و3 قنوات غاز، والتي تضم حوالي 45 مليار برميل نفط و52 تريليون قدم مكعب من الغاز، وهي واحدة من أكبر مجمعات تكرير النفط وموانئ تصديره إلى العالم.

كما تقع في منتصف الساحل الليبي، ويسهل بعد السيطرة عليها الانقضاض على امتداد ساحلي بطول 350 كيلومترًا على طول الطريق إلى بنغازي، حيث تكثر خطوط الأنابيب والمصافي والمحطات ومرافق التخزين.
وإضافة إلى أهميتها الجغرافية يقول الحلبي إن “سقوط سرت يعني سقوط كل آبار النفط في الشرق وما توفره من مداخيل، ليصب في جيب المرتزقة والإرهابيين”، مضيفاً: “سيتكرر حينها ما حدث عندما سيطر داعش على آبار النفط في سوريا، وتمكن من شراء الأسلحة والذخيرة”، مشيراً إلى أن هذا السيناريو سيزيد تأثير الإرهاب على ليبيا وعلى العالم العربي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى