قصة قوم ذكروا في كتاب الله وكفروا به وعبدوا غيره ولما أرسل الله لهم رسول كذبوه وسارعوا بدفنه حياً حتى مات فمن هؤلاء القوم ومن النبي الذي قتلوه؟
قال الله عزوجل في كتابه الكريم «وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَٰلِكَ كَثِيرًا» سنتحدث اليوم عن أصحاب الرس:كانوا قوم يعبدون شجرة صنوبر عندها عين ماء و سموا أصحاب الرس لأنهم رسوا نبيهم في الأرض وكان لهم اثنتا عشر قرية على شاطيء نهر من المشرق وهو نهر غزير جداً وقد غرزوا في كل قرية حبة صنوبر واجرو عندها مجرى من العين التي عند الصنوبرة الأم فنبتت الحبة وصارت شجرة عظيمة كما حرموا ماء العين على أنفسهم و أنعامهم ومن يشرب منها يقتل.
وكانوا يقيمون عيد كل يوم ف الشهر أي اثنتا عشر عيد في السنة و يذبحون القرابين للشجرة ويضربون على الشجرة و يخروا سجداً فيجيئ الشيطان وينادي من تحتها أن قد رضيت عنكم عبادي فيقومو للإحتفال فلما طال كفرهم بالله عز وجل أرسل الله لهم نبي من بني إسرائيل من ولد يهود بن يعقوب لبس فيهم زماناً طويلاً يدعوهم إلى عبادة الله فكذبوه.
فقال النبي يارب عبادك كذبوني وغدوا يعبدون شجرة لا تضر ولا تنفع فأيبس شجرهم وأرهم قدرتك فاستجاب الله له ويبست أشجار الصنوبر فقال قوم الرس أن النبي سحر آلهتهم فغضبت الالهة واخفت عنهم حسنها فاتجمعوا على قتل النبي فحفروا له حفرة وقامو بدفنه وظل يدعو ربه أن يأخذ روحه حتى مات ولكن الله انتقم منهم أشد إنتقام وأرسل عليهم ريح عاصف شديد الحمرة ثم صارت الأرض من تحتهم حجر كبريت يتوقد واظلتهم سحابة سوداء فألقت عليهم جمراً يلتهب فذابت أبدانهم فلم يبقى منهم أحد وأصبحت مساكنهم خالية ولم تسكن من بعدهم.
